النقاب والعقاب

نحن لا نناقش الموضوع من المنظور الشرعي ، ولكننا نناقشه من خلال الأصول التي يجب مراعاتها فيمن تتزين بالنقاب
فقد لاحظنا أن الكثير من الجرائم قد تحدث بسبب التستر في النقاب ، فكم من رجال يريدون الالتقاء مع النساء ولا يجدون وسيلة الا ارتداء النقاب حتى لا يُكتشف أمرهم ، فيكون اللقاء بينهما سهلا وعلى مرأى الجميع وهم يظنون في المنتقبة خيرا

وكم من مجرمين يحاولون الإفلات من قبضة رجال الشرطة الذين يلاحقونهم ، ولا يجدون وسيلة للفرار من الشرطة الا ارتداء النقاب حتى لا يظنونه امرأة فلا يكلفون أنفسهم عناء القبض عليه

وقد نشرت جريدة " المصري اليوم " خبرا يفيد أن فرد حراسة السيارات المحتجزة بقسم الأزبكية فوجئ بسيدة ترتدي النقاب تسأله عن موقف السيارات المتجهة إلي سوهاج ، وقبل انصرافها ارتاب في صوتها وطريقة مشيها وبعد إبلاغ رؤسائه تم القبض علي المشتبه بها ، وبتفتيش متعلقاتها عثر بحوزتها علي حقيبة يد حريمي بداخلها تليفون محمول وكاميرا ومبلغ مالي، وتبين أن السيدة المنتقبة ، طالب مقيم في " الكيت كات " بإمبابة يدعي محمود. م « ٢٠ سنة » ، وقد اعترف " محمود " في التحقيقات الأولية أنه يرتبط بعلاقة غرامية بجارته ، التي تزوجت في مدينة طما بسوهاج ، شقيقة خطيبته ، وكان يعتزم زيارتها في مسكنها للمرة الثالثة بنفس الطريقة بعد أن سبق له زيارتها مرتين ، إلا أن حظه العاثر أوقعه في قبضة الشرطة

ومثل هذه الحالات تتكرر كثيرا ، وليس العيب في النقاب ذاته وانما العيب فيمن يسيؤن لهذا الزي الجميل ، حتى أن البعض بدأ يرتاب من مرتدياته ، ولعل هناك من يحدث نفسه قائلا أن مرتدية النقاب لم ترتديه عن قناعة إسلامية وانما ترتديه كي تتستر على شيء ما في نفسها

ومن الجدير بالذكر أن نقول أن الشيخ ابن العثيمين رحمه الله قال : ولهذا نحن لا نفتي بجواز النقاب وإن كنا نرى جوازه نظرا لكونه ذريعة إلى ما لا تحمد عقباه ، وسد الذرائع وارد شرعا وواقع عملا ( من فتاوى الشيخ ابن العثيمين في برنامج نور على الدرب )

ولا شك أن من يتستر خلف النقاب حتى يرتكب جريمة ، سوف ينفضح عمله إن آجلا أو عاجلا ، وسيكون جزاء الاستخفاف بالنقاب هو العقاب في الدنيا إن لم يكن في الآخرة

نسأل الله السلامة وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن