بسم الله الرحمن الرحيم
عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة» تأملت هذا المثل كثيراً وفكرت فيه ملياً فقد يكون هذا العصفور صفقة رابحة أو مشروعاً تجارياً أو فرصة عمل أو استكمال دراسة وقد يكون زواجاً أو رحلة أو شراء سيارة أو منزل أياً كان هذا العصفور وأياً كانت أنواع العصافير المعلقة على الأشجار فإني أتساءل دوماً تُرى كم من العصافير التي طارت منا في مشوار حياتنا وندمنا بعدها؟ وكم منها ماتت أمام أعيننا دون أن نتمكن من أن نسعفها؟ وكم منها تجاهلناها بإرادتنا؟ وكم منها كانت في أيدينا وضربنا بها عرض الحائط؟ وكم قتلنا منها في لحظة غضبنا وانفعالنا؟ وكم منها من حبسناها في القفص حتى ذبلت؟ وأخرى أهملناها على فرع بعيد وكنا نتأمل وننتظر أن يأتينا الأفضل؟ ومنها من ساومنا وماطلنا حتى ملت منا وسئمت وغادرتنا من تلقاء نفسها.
أعود وأقول: هل العصفور الذي باليد لو كان مقصوص الجناحين أو من فصيلة الطيور الجارحة أفضل من العصفور الواقف فوق الشجرة؟ وهل من الضروري الاحتفاظ بالعصفور في أيدينا حتى إذا كان ليس له عمل سوى الانتقال من فرع آخر بكل بساطة وخفة ومرح؟
وهل نضمن أن العصفور الواقف فوق شجرتنا بمنظره البديع والفريد ونسمعه يغرد بصوته العذب قد يكون أفضل من غيره؟ بمعنى هل كل عصفور هو عصفور حقاً أم أن هناك فصيلة معينة تستحق المجازفة وسعة الصدر والصبر للوصول إليها؟ وهل يا تُُرى ستكون فرصة اقتناصها متاحة للجميع؟ أم أن هناك متخصصين في الصيد ولديهم القدرة على المخاطرة والتسلق للفوز على الأقل بواحد من العشرة؟ أم أن هناك فئة مثلي وظيفتها فقط أن تتأمل وتشاهد العصافير عن بعُد..
وبما أن لي طموحات كباقي البشر فأنا لا أنكر أني أتمنى واحداً منها وأضع لها المقومات الصادقة التي تناسبها ثم أنتظر بعدها أن تطير لتقف عند بابي برغبتها وارادتها، أريدها أن تأتيني طوعاً وليس كرهاً، حباً وليس عنفاً، أريدها لتريحني لا لتشقيني، ولتنير حياتي لا لتظلمها أريدها عزة وليس ذلاً، أريد من العصفور أن يحط على نافذتي في أوقات دوامه الرسمي وفي وضح النهار ولا يهبط علي تحت أستار الليل فكبريائي وكرامتي لا تسمحان لي بالسير خطوة واحدة للأمام، قد تكون قلة حيلتي أمام التنازلات وعجز فكري عن التخطيط أو فشلي في معرفة كيفية الاقتناص، وقد أفسر عجزي بشموخي ولكن هل الشموخ أصبح له مكان بيننا أم أن المصلحة والأنانية والحسد هي أسياد الموقف؟ أعود وأقول: قد أكون خسرت كل العصافير التي كانت متاحة أمامي لاقتناصها وخسرت حتى العصافير التي كانت بين يدي إلا أن ما بأعماقي أكبر بكثير من الفرص الضائعة وهو إيماني بأني لم أخسر أهم ما أمتلكه وهو ضميري.
همســـــــه
لا أمل أراه أمامي لتّحمل المزيد من الأيام وأنا وحيدة.. ولا أمل لوجود ليالٍ دافئة في حياتي فأنا وحيدة.. وسأظل وحيدة بلا أمل.
(روان عدنان).
أنين امرأة
سأعود إلى قوقعتي وإلى قهوتي الساخنة ولشمعتي المضاءة ولجريدتي المفتوحة ولقلمي الذي لن يجف ولورقتي التي لن تتمزق، سأعود لأفضل صديق عرفته في حياتي، لكتابي سأعود لكل هؤلاء فهم أحبائي سأعود لهم لأعيش بينهم وبهم ومعهم معظم وقتي بين نشاطي وكسلي بين بردي وحري بين نومي وسهري وبين أحلامي وواقعي ولأدع اقتناص العصافير للماهرين والبارعين في الصيد.
تحيــــــــــــــاتـــــي
ميرو