لو أردنا اتباع أنجح الخطوات نحو تكامل غذائي متزن ومعتدل يجمع بين جودة الغذاء وحسن التصرف بتلبية حاجات الجسم والروح معاً كي نصل إلى تكامل بين العقل والجسم ما عليينا إلا اتباع التعليمات الإسلامية في التغذية الصحية والتي بينتها آيات الكتاب المبارك وأحاديث الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام في منهجيته الطبية النبوية الكريمة.
النظام الإسلامي في التغذية الصحية
أهمية الفواكه القرآنية والنبوية-
لو أردنا اتباع أنجح الخطوات نحو تكامل غذائي متزن ومعتدل يجمع بين جودة الغذاء وحسن التصرف بتلبية حاجات الجسم والروح معاً كي نصل إلى تكامل بين العقل والجسم ما عليينا إلا اتباع التعليمات الإسلامية في التغذية الصحية والتي بينتها آيات الكتاب المبارك وأحاديث الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام في منهجيته الطبية النبوية الكريمة.
لقد صنف القرآن الكريم والسنة المطهرة أنواع الطعام المهم للبشر في حياتهم وصحتهم قبل العلم الحديث بقرون عديدة، كما بين الإسلام الحنيف النظام الغذائي المثالي للناس من حيث آداب الطعام والشراب وأصول الغذاء الصحي وتنوع مصادر الغذاء من نشويات، بروتينات، كربوهيدرات، سكريات، دهون، فيتامينات، أملاح، معادن، ألياف وغيرها قبل أن يتوصل علماء التغذية اليوم لاستباط المهم واستبعاد المضر.
إن الطب النبوي ليس كطب الأطباء، فطب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي صادر عن مصدر ومشكاة النبوة وكمال العقل ولا يخضع قوله لتجربة أو تحليل فهو وحي يوحى من رب العزة مالك الملك خالق كل شيء العالم بالسر وأخفى.
تتناول هذه السلسلة مجموعة بحوث حديثة تبين مدى روعة السبق القرآنيو النبوي في تشريع نظام غذائي متكامل له من الفوائد الجسمية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية ما تؤلف فيه الكتب والمجلدات.
فمن الطعام والشراب ما هو مفيد ومنه ما هو مضر، وقد فصل الطب القرآني والنبوي في هذا أيما تفصيل، وإليكم بعضاً من هذه التفاصيل الرائعة:
واستكمالاً مع ما بدأناه في الحلقة السابقة نبين بدءاً من هذه الحلقة آخر ما توصلت له البحوث الطبية والغذائية في مجال فوائد الأغذية التي جاءت في كتاب الله تعالى وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم كالفواكه والخضر والحبوب والبقليات والبصليات والأعشاب.. وسنكون في هذه الحلقة مع فوائد الفواكه القرآنية والنبوية.
إذ قد يسأل سائل لماذا خصص القرآن والسنة هذه الأصناف دون غيرها، والجواب بساطة لأنها ألأهم والأكثر فائدة وأهمية للجسم البشري فضلاً عن طعمها المتميز والشهي، والملخص أدناه يبين هذه الحقيقة وهو مأخوذ من جملة من البحوث العالمية في مختلف المراكز البحثية الخاصة بالتغذية وفنونها.
فوائد التمر: في مجال البحوث الطبية والغذائية الخاصة بأهمية التمر والمواد السكرية للوالدة والمولود والناس أجمعين قامت مجموعة من العلماء والباحثين والأطباء الإنجليز في المستشفى الجامعي بمدينة ليدز Leeds شمال إنجلترا بإجراء تجارب على الأطفال حديثي الولادة لمعرفة تأثير إعطاء جرعات مختلفة من محلول السكر (سكروز) على بكاء الطفل وإحساسه بالألم بسبب غرز حقنة لسحب الدم. ولقد قامت المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal الأسبوعية بنشر البحث ونتائجه الكاملة بتاريخ 10/6/1995 تحت عنوان منع تألم الأطفال حديثي الولادة بواسطة محلول سكري. وقع الاختيار على ستين طفلاً وطفلة بصحة جيدة تراوحت مدة حملهم بين 37-42 أسبوعاً، وأعمارهم من يوم واحد إلى ستة أيام. وقد أجريت التجارب عليهم جميعاً في عنبر الولادة بالمستشفى المذكورة بوضع الماء المعقم في أفواه نصفهم (30)، أما النصف الأخر فقد قسم إلى ثلاث أصناف:
الصنف الأول وُضع في أفواههم محلول سكري بنسبة 12.5% ، الصنف الثاني أعطي محلولاً سكرياً بنسبة 25%، وأما الصنف الثالث فأعطي جرعة من المحلول السكري بنسبة 50% (2مل)، وقد تم كل ذلك قبل دقيقتين من سحب عينة من الدم بالوخز بالحقنة من كل وليد للتعرف على نسبة مادة بليروبين في الدم والتي تعتبر مؤشراً لوجود اليرقان عند الطفل. واليرقان حالة طبيعية تحصل لكثير من الأطفال بعد الولادة وهي غير خطرة ولا تدعو إلى القلق. ووخز الطفل بالحقنة لسحب الدم يدعوه للبكاء فترة من الزمن بسب الألم. ولقد أجريت الدراسة بعد مراقبة بكاء الطفل لمدة ثلاث دقائق من وخزهم بالحقن. وأظهرت النتائج بصورة عجيبة أن:
v المحلول السكري في فم الطفل يقلل كثيراً من الإحساس بالألم وسرعة ضربات القلب.
v سجلت أحسن النتائج مع الأطفال الذين أعطوا جرعة 50% من محلول السكر أي الذين تلقوا أعلى نسبة.
v كلما زادت نسبة السكر في المحلول كلما خف البكاء والإحساس بالألم وخفت سرعة نبضات القلب.
v وضع مادة سكرية في فم الطفل بعد الولادة تعمل بطريقة مدهشة على تخفيف أو منع الألم مثل استعمال أدوية منع الألم أو المسكنات.
ولقد أثبت عالمان آخران وهما بلاس وهوفماير Plass & Hoffmeyer عام 1991 أن إعطاء 2 مل من محلول سكري 12% عن طريق الفم للطفل تخفف كثيراً من بكائه وتقلل من إحساسه بالألم عند وخزه بالحقنة لسحب عينة من الدم أو عند القيام بعملية الختان. كما اثبت علماء آخرون مع بلاس عام 1989 تأثير اللبن في تخفيف حدة البكاء والإحساس بالألم لدى المواليد.
ولم يتوقف الأمر على ذلك بل ثبت علمياً بأن التمر يحوي نسبة عالية جداً من السكر 70-80% وفيه سكر الفركتوز والجلوكوز وهما يمنحان الجسم طاقة عالية وغذاءً أساساً للجسم والدماغ. ويحوي التمر أيضاً على بروتين نسبة 2.20% وفيتامين أ، ب1، ب2، وحامض نيكوتينك. كما يحوي معادن مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والحديد والمنغنيز والنحاس وغيرها. ويوجد البوتاسيوم بنسبة عالية وهو مفيد جداً لمنع نزيف الدم